الثلاثاء، 22 مايو 2012

خواطر بيو كيميائية- المادة والروح

ارسل لي ابن اخي (عشرة سنوات) رسالة الكترونية قصيرة سألني فيها سؤال, لم اجبه عليه حتى الآن!!. قال: الكائن البشري يتكون من "الجسد وهذا يفنى بعد الموت, والروح التي تفارق الجسد بالموت, والنفس التي تحدد شخصياتنا وسلوكنا وتمييزنا عن الآخرين". أي من هذه المكونات الثلاثة سوف يحاسب يوم القيامة؟؟ .
تذكرت خاطرة دائما تدور في راسي. يؤمن الماديون بالمادة, ويعتقدون انهم لا يشكون في وجودها لانهم يرونها باعينهم ويمسكونها بايديهم وتشعر بها كل حواسهم, اما الغيبيات لا يمكنهم الاحساس بها وقياسها, اذاً هي, بالنسبة لهم, مجرد وهم وغير موجودة.
الثقة الشديدة في المادة,,, وكأنهم يمسكون في (شيء صلب), احتار فيه دائما ,, وذلك عندما افكر في طبيعة المادة.
لو فكرنا في مكونات اجسادنا واجساد كل الكائنات الحية, بما فيها النباتات والكائنات الدقيقة مثل البكتيربا والفيروسات, نجد أن مكوناتها هي عبارة عن ( 1-بروتين,2- دهن, 3- سكريات(نشويات) و4- احماض نووية, يضاف لذلك الماء وبعض الاملاح والفايتمينات). السكريات والدهون نستخدمها اساسا للبناء والطاقة, اما البروتينات والاحماض النووية هي التي تقوم بالاعمال الهامة الاكثر تخصصا بمساعدة باقي المكونات. الدهون والسكريات تتكون كيميائيا من عنصر الكربون مرتبط بغاز الهيدروجين والاكسجين. اما البروتين والاحماض النووية مضاف لتركيبها غاز النيتروجين (سبحان الله,, النيتروجين يعتبر غاز خامل ويمثل % 80 من هواء التنفس ويعتبر مادة مالئة وظيفته حمل بقية الغازات) لكن باضافته تتحول التراكيب السابقة الى المادة النشطة بالجسم التي تنجز المهام الصعبة.
اذن عناصر محدودة جدا من كل تلك الموجودة في الكون هي التي استخدمت في تصنيع المادة الحية.
(حكمة الآهية) الاعجاز في البساطة والتعقيد معاً. نفس هذا النهج مكرر دائما . مثلاً وحدات بناء البروتينات, عشرون وحدة فقط, تتغير مواقعها لتعطي كل انواع البروتينات الموجودة بالكون. مع ان عدد هذا النوع من الوحدات, المكتشف فقط, يفوق الاربعمائة نوع!! كذلك كل الجينات الوراثية الموجودة في كل الكائنات الحية, الوحدات التي تستخدم في بنائها, اربعة انواع فقط, تتكرر بترتيب مختلف لتعطي الصفات الوراثية لكل الاحياء المعروفة.
ما هو اصل المادة: اذا نظرنا الى كل العناصر الموجودة في الكون بما فيها التي تتكون منها المادة الحية, والتي وضعها العالم دميتري مندليف في (جدوله الشهير), نجد ان ذراتها تختلف اختلافاً( كمياً وليس نوعيًا). كلها عبارة عن:( الذرة) وهي نواة تحتوي على البروتونات والنيوترونات ومحاطة بالالكترونات (الاختلاف بين ذرات كل العناصر, في اعداد هذه المكونات فقط وليس نوعيتها) تبدأ العناصر, بذرة ذات بروتون واحد (غاز الهيدروجين) وتدرج لتصل الى ذرات ذات اعداد ضخمة من البروتونات في المعادن الثقيلة مثل اليورانيوم, اذن نحن نشارك الجمادات "في نوع الوحدة المكونة لعناصر اجسامنا" . لا فرق حقيقي من ناحية مادية بيننا وبين الحجر والخشب والحديد, كلنا نتكون من ( البروتون والنيوترون والالكترون).
التعريف البسيط للبروتون انه طاقة موجبة, والنيوترون طاقة متعادلة, والالكترون طاقة سالبة. أين المادة اذن؟؟؟. في هذه الحالة أين الوهم, اذا اعتبرنا الغيبيات وهم, و أين الحقيقة اذا اعتبرنا المادة حقيقة وما هو الفرق بينهم؟؟.
عندما يموت الكائن الحي ويتحلل, يرجع الاكسجين والهيدروجين والنيتروجين ليختلط بالهواء مرة اخرى. وتتبقى المعادن لتختلط بمعادن الارض اما الكربون قد يتحول, لمواد بترولية" تحرق" أو (ماس باهظ الثمن) هذا يعتمد على حظ من اتى منه الكربون.
اذن الفرق بين المادة والروح بالنسبة لإدراكنا كبشر, هو شىء مبهم,, لا يمكننا ان ندرك كنهه. الخالق الواحد الاحد هو وحده الذي يعلم ذلك!! القرآن يتحدث عن ( الخلق ثم التصوير ) وهذا قد يكون للمادة وخلقها من العدم ثم تصويرها بعد ذلك في شكل مخلوقات, اما الروح فهي من امر
ربي . ويتبقى سؤال (الصغير رامي) يحتاج لاجابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق